بعد ليلة هادئة استؤنفت المعارك الاحد بين الجيش والمتمردين التشاديين في قلب نجامينا، وسط غموض حول نتائج هذه المعارك، في حين يقوم الجيش الفرنسي باجلاء الاجانب من تشاد. واعلن حاكم منطقة ادري (شرق) الجنرال عبادي صغير ان المتمردين هاجموا الاحد مقر الحاكم في ادري عند الحدود مع السودان مدعومين من مروحيات انطونوف للجيش السوداني، موضحا ان "عددهم كبير لكننا نقاوم".
وفي نجامينا اعلن مصدر عسكري في محيط مقر الرئاسة ان الوضع ما زال "غير محسوم ومن الصعب تحديد المواقع" بين الطرفين، مؤكدا ان "الوضع متقلب".
واعلن عبد الرحمن غلام الله الناطق باسم المتمردين "نفذنا هجوما هذا الصباح لاختبار قدرتهم على المقاومة. لديهم قدرة عسكرية بفضل الدبابات والمروحيات لكن ينقصهم الرجال".
وقال انه تم تدمير ثلاث دبابات تابعة للجيش.
ودعت القوات الحكومية صباح الاحد السكان الى اخلاء حي الرئاسة وقال شاهد ان احدى دبابات الجيش تتمركز عند مدخل الاذاعة الوطنية وتطلق النار على كل من يتقدم.
ولم تصدر اي حصيلة رسمية للمعارك.
لكن المواجهات، وهي الاولى في نجامينا منذ هجوم المتمردين عام 2006، خلفت حسب منظمة اطباء بلا حدود مئات الجرحى معظمهم من المدنيين اصيبوا "برصاص طائش".
وقال شهود عيان انهم رأوا جثثا في شوارع نجامينا.
واعلن طبيب تشادي يعيش قرب وسط المدينة "نمنع الاطفال من الخروج والجميع يخشى من الرصاص الطائش. رايت امام منزلي لصوصا يحملون اكياسا وكراسي على رؤوسهم" مضيفا "الخوف الكبير عندما ينتصر ديبي او المتمردون ستقع حينها تصفية حسابات في المدينة".
واكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران مقتل رئيس هيئة الاركان التشادي داود سمعان في معارك وقعت الجمعة في ماساغيت على بعد 50 كلم من نجامينا.
وفي جنيف اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان 400 تشادي على الاقل فروا من العاصمة ولجأوا الى مدينة كوسيري بالكاميرون.
ومنذ مساء السبت تم اجلاء 500 اجنبي بينهم 217 فرنسيا الى ليبرفيل على متن طائرات فرنسية على ان تقلع طائرتان اخريان الاحد من العاصمة الغابونية على ما افاد الجيش الفرنسي الذي ينشر في تشاد 1450 عسكريا في اطار عملية ابرفييه.
واكتفى الطيران الفرنسي السبت بحماية المطار لكن مصادر عسكرية اكدت ان طائرات ميراج حلقت الاحد فوق نجامينا قبل ان تودع في "مأمن" في دول مجاورة.
واعرب عبد الرحمن غلام الله عن اسفه "لاننا لم نحاول السيطرة على المطار حتى لا نعرقل عملية اجلاء الاجانب لكن الجيش الفرنسي فسح المجال امام المروحيات لتقلع وتهاجمنا".
ويبدو ان معارك الاحد اطاحت بوقف اطلاق النار الذي توصل اليه الزعيم الليبي معمر القذافي الذي فوضه الاتحاد الافريقي مع الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو للتفاوض مع المتمردين.
ويرى الخبراء ان المتمردين تحالفوا منتصف كانون الاول/ديسمبر، رغم تناقض مصالحهم، بتشجيع من السودان الذي يريد التشويش على القوة الاوروبية التي ستنشر في تشاد وافريقيا الوسطى لحماية لاجئي دارفور (غرب السودان).
واعلن موران الاحد تعليق عملية انتشار قوة يوفور "حتى الاربعاء".
غير ان زعيم متمردي تجمع التغيير في تشاد تيمان ارديمي اعلن في مقابلة نشرتها صحيفة جورنال دو ديمانش في باريس، ان حركته "لا ترى مانعا" في انتشار يوفور اذا اقتصرت مهمتها على "ضمان امن النازحين واللاجئين".
وبعد ان كان محاصرا ظهر السبت تمكن الرئيس ادريس ديبي من فك الحصار جزئيا حول قصره.
وتمكن الزعيم العسكري الذي تولى السلطة بقوة السلاح عام 1990 انطلاقا من السودان، مرارا خلال السنوات القليلة الماضية من قلب اوضاع عسكرية صعبة.
واقترحت فرنسا عليه منذ الجمعة اخراجه من تشاد لكنه رفض.